الخبير فريد فراح لـ “الخبر”: اختناق الشريط العابر سبب المشكلة والحلول ممكنة
اندهش كثير من الجزائريين للبطء الشديد الملاحظ في شبكة الانترنت الثابت والنقال، هذه الأيام، لاسيما أن ذلك يتزامن مع ترخيص الجزائر رسميا لخدمات الجيل الثالث في الهواتف النقالة، وهو الإجراء الذي كان متوقعا أن يرفع معدلات تدفق الانترنت إلى مستويات معتبرة، تُخلص الجزائريين من شبح ثقل الانترنت المتزامن منذ سنوات طويلة.
ويؤكد فريد فراح المختص في الاتصالات والمعلوماتية، أن الثقل الملاحظ في شبكة الانترنت، بعد دخول الجيل الثالث، كان متوقعا بالنسبة للمختصين، نظرا لمحدودية طاقة الشريط العابر الدولي الذي يضمن ربط الجزائر مع بقية دول العالم بشبكة الانترنت، وتأخر الاستثمارات في تقوية الشريط العابر. وأوضح فراح في اتصال مع “الخبر”، أن اتصالات الجزائر هي المؤسسة الوحيدة، حسب دفتر شروط الجيل الثالث، التي تضمن مرور متعاملي الهاتف النقال إلى الشريط العابر. وبعد إطلاق مؤسسة موبيليس وأوريدو خدمات الجيل الثالث، أصبح الشريط العابر مختنقا وأثر بشكل لافت على الانترنت الثابت أو النقال، لأن الجميع “يغرف” من نفس الشريط العابر.
وأشار المختص إلى أن قرار العبور الإجباري على اتصالات الجزائر، فُرض على متعاملي الهاتف النقال، لدواع أمنية تتعلق بالرقابة على تداول المعلومات عبر شبكة الانترنت، لكن ذلك كان له آثار جانبية على سرعة الانترنت نظرا لعدم قدرة اتصالات الجزائر بإمكانياتها الحالية، ضمان تزويد المتعاملين بالشكل المطلوب، وهو ما تجلى في الأيام الأولى لإطلاق الجيل الثالث التي لم يتمكن فيها متعاملو الهاتف النقال من الإيفاء بالسرعات التي تعهدوا بها في عروضهم، والسبب هنا خارج عن نطاقهم ويتعلق أساسا باتصالات الجزائر، ومن ورائها وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصالات، التي وضعت دفترا للشروط دون أن تستعد لمقتضياته.
واقـترح فراح كبديـل لحـل إشكاليـة الشريـط العابر الذي يتطلب الاستثمار فيه وقتا وأموالا كبيرة بالعملة الصعبة، أن يتم التقليل من استخدام هذا الشريط من خلال تقنيات لا تكلف خزينة الدولة كثيرا، وذلك يتم عبر الاستثـمار في مراكز تخزين البيانات (داتا سنتر) التي تفتقدها الجزائر حاليا وتفرض على جميع البيانات حتى تلك المتداولة محليا المرور على مراكز عالمية عبر الشريط العابر.
وأضاف المختص أن الحل الثاني يكمن في استقطاب المواقع العالمية الأكثر زيارة من قبل الجزائريين، والتي تستهلك جزءا كبيرا من الشريط العابر، إلى توطين موزعاتها (سرفر) في الجزائر، حتى تصبح المعلومات المتداولة عبر هذه المواقع، على غرار “غوغل “، “فايسبوك” و”يوتيوب” محلية ولا تستدعي مرورها بالشريط العابر، لكن ذلك يستدعي أولا توفير الجو الملائم لهذه الشركات العالمية الكبرى حتى تستثمر في الجزائر. وتابع فريد فراح يقول “الحل الثالث يكمن في بناء شبكة ربط محلي، تعرف لدى المختصين بـ«جيكس”، يتم من خلالها التعامل بالبريد الالكتروني عبر عناوين محلية، بدل الاعتماد على شركات البريد الالكتروني العالمية مثل “ياهو” و”هوتميل” التي يتطلب إرسال الإيمايلات عبرها المرور على الشريط العابر الدولي.
اتصالات الجزائر: خدمات الانترنت لا تعرف أي إشكال
لكن لاتصالات الجزائر رأيا آخر في الإشكال المطروح، حيث فند مسؤولها الإعلامي، عبد الحكيم زياني، وجود أي خلل في نظام التزويد بالانترنت الذي يتواصل بشكل طبيعي، نافيا وجود علاقة بين بدء تسويق خدمات الجيل الثالث والبطء المسجل في شبكة الانترنت الثابت. وأضاف المتحدث في اتصال مع “الخبر”، أن عددا من الاضطرابات المحدودة يتم تسجيلها من حين لآخر، بسبب أشغال تجديد شبكة الألياف البصرية التي مايزال جزء كبير منها موروثا عن عهد الاستعمار.
المصدر : جريدة الخبر
http://www.elkhabar.com/ar/economie/377851.html